الأربعاء، 24 سبتمبر 2014

حلم ربيب




ساخبر عنك القمر
اشرب قهوتى عادة بالحليب
 لكن معك اشربها بدون سكر
يكفينى انك هنا بين الاهداب
  

ساخبر عنك النجوم
انى احتضنت القمر
في ليلة حلم وسمر
لثمت امنيات بعيدة
اطلقتها نجوماً عديدة
سحابة حب حملتها 
القتها امام نافذتك
 لـتحمل بعض قطرات الندى
شيئاً من رائحتك
 لترسلها السماء
على جناح المطر



ساخبر عنك القمر
انك حلم ربيب طيب الانفاس
نقش على سحاب من نور
قد قلده الالماس











merci




في مصر احياناً يبكى البعض فرحاً 
لانه سعيد بامر ما لم اكن اصدق ذلك من قبل
 اليوم آمنت انه لايوجد احلى من هذا البكاء
فـشكرا لكم بحجم سعادتى يامن كنتم سبباً لها


فقط ابتسموا




كلما دخلت موقع اراه حزيناً !
منهم من يتكلم عن الفراق
ومنهم من يتحدث عن الحزن
واخر يشكوا همه
الابنعمة ربكم فتحدثوا 
لقد انعم الله علينا كثير النعم التى لاتعد ولا تحصي
فلماذا نكتئب ونكئب الآخرين 

فقط ابتسموا ففي الابتسامة ايضاً نعم لاتعد ولا تحصي
اجر وثواب ومغفرة 


صدقةٌ يُطفئ بردُ ثلجِها لظى العداوة المُستعِرةِ، ويُخمد سيلُ غيوثها أُوار حقدِ القلوب المُلتهِبة، وتبعَثُ طمأنينةً في النفس، وجمالاً في الرُّوح، وانشراحًا في الضمير.


بتبسُّمي أطفأتُ ألف ضَغينة 
وزرعْتُ في قلب العَليل وِدادا 
مُتجهِّم القسَمات كم لاطفتُه! 
لأسلَّ مِن أضلاعه الأحْقادا



أنت نادم؟



في الغرب الأميركي وفي أوائل القرن الماضي اشترى رجل أرض في منطقة يقال أنها مليئة بالذهب. اشترى هذا الرجل آليات بسيطة وبدأ الحفر بحثاً عن الذهب.
بعد عدة أيام عثر على عرق ذهبي في الأرض. فرح الرجل وقال هذه هي البداية. وفعلاً استمر بالحفر وهو يلحق العرق الذهبي ووجد أن العرق يزداد ثخانة وتشعباً .
أدرك الرجل أن أرضه مليئة بالذهب لذا قال لنفسه لا بد من أن أستثمر في أدوات أفضل وأطلب المساعدة. وهكذا طمر مكان الحفر وعاد إلى بلدته. أخبر عائلته وباع كل ما لدى العائلة ثم انطلق في طريق العودة .
اشترى الرجل كل ما يلزم من آليات وبدأ العمل مع أفراد عائلته. وهكذا بدأ الذهب يخرج عليهم كل يوم أكثر. حتى جاء يوم وبدأت كمية الذهب بالنقصان. وبدأت العروق بالاختفاء.
أدرك الرجل أن الحفريات سوف تنتهي لأن الذهب قد نفذ. فما كان منه إلا أن باع كل شيء مع المنجم لشخص بسيط وبمبلغ زهيد. وعاد بما جمعه من ذهب مع عائلته .
الشخص الذي اشترى المنجم لم يقتنع أن المنجم قد نفذ في الذهب ولكنه لم يكن متأكداً. لذا استدعى خبير جيولوجي ودفع له مقابل تقرير خبرة عن أماكن وجود الذهب في أرضه. الخبير درس الحفريات السابقة ونوعية التربة. ثم قال للرجل. عروق الذهب القديمة لم تنفذ وإنما هي على بعد نصف متر. في الحقيقة هناك انهدام وهو ما جعل كل العروق تختفي .
حفر الشخص على بعد نصف متر من المكان الذي حدده له الخبير ووجد ذهب أكثر مما وجده صاحب المنجم الأول بعشرات الأضعاف
.
سمع صاحب المنجم الأول بالقصة وعاد إلى المكان ليرى نتيجة خيبته. عندما رآه صاحب المنجم الجديد توجه إليه وقال له . 
- أنت نادم؟
- كلا
- ولماذا أنت هنا؟
- جئت لكي أتذكر دوماً أنني وقفت على بعد نصف متر من ثروة عظيمة. وتركت هذه الثروة لأني استسلمت عند أول عقبة في طريقي. هذه العقبة التي كان يمكن أن أتجاوزها لو استعنت برأي من هو أعلم مني .








يتولد عند الطاعه



نتائج المعصيه قله التوفيق وفسادالرائ وخفاء الحق وفساد القلب وخمول الذكر واضاعه الوقت ونفره الخلق والوحشه بين العبد وربه ومنع اجابه الدعاء وقسوه القلب ومحق البركه فى الرزق والعمر وحرمان العلم ولباس الذل واهانه العدو وضيق الصدر

والابتلاء بقرناء السوءالذين يفسدون القلب ويضيعون الوقت وطول الهم والغم وضنك المعيشه وكسف البال تتولد من المعصيه والغفله عن الله كما يتولد الزرع عن الماء والاحراق عن النار وضد كل ذلك يتولد عند الطاعه




رزقنا الله وجميع المسلمين حسن طاعته والاقبال عليه وعافانا مما ابتلي به كثيراً غيرنا
آمين



صباحك وطن




علي دروب الصباح لروحك النقية صباحك وطن غالي بكل مافيه
صباحك وطن يدحر كل بعد وقسوة ليقيم مدائن السعادة والفرح
صباحك ضحكة طفل وتغريدة كناري وعنقود من الحب لعنان السماء يصل
صباح صباح تسكن فيه كل مودة ويسكن كل جرح
 ويحفظ عليك فيه سمعك وبصرك ودينك ودربك

الثلاثاء، 23 سبتمبر 2014

ضوء ونجمة




رسمت الحب نجمة عانقت ضوء القمرذات مساء على عتبة السماء رسم  ابتسامة فامطرت

الحب ليس مسابقة من يفوز بمن،ومن يسبق من
الحب احساس نابض بالحياه،لاشئ بعده ولاشئ قبله
فهو ياتى دون مقدمات ولا يرحل


مساء حالم



من عمق الحنين،وجميل الذكريات،ومساء حالم وجنية الشوق تحلق في سماء الوجد،ترسم قبلة على صفحة الحب،وموج هادر من مشاعر،حدثت البحر عنها فرمانى بالجنون كيف تعشقين من بغيرك مفتون،قلت هو الهوى ليس عليه من سبيل،هو يختارنا

وهو مكتوب فوق الجبين




ذات وطن تنفس عشق،حلم  عاش حرية الحلم والخيال 
ومساء حالم كل يوم يتجدد به يبدأ ومعه الصباح ينتهى


مشاعر




عندما اكتب عنك تنهال علي القلم حروف وكلمات لم يسبق ان خطرت على بالي،فاكتبها كما هى بدون اى تعديلات،وابقي بعيدة في ركنى الخاص فلا احب ان احدث احد عنها لانى اعتبرها من الاسرار،وعندما ابوح بها لاارغب في ان يقرأها الجميع ولا احب عرضها على الجميع لكنى اكتفي بسردها هنا على ورقة بيضاء،وارسلها عبر نسمات الشوق وامواج الحنين وقلبي متيقن بانها تصل اليك
مشاعر
لااجاهر بها

صباحك جميل

اجمل انسانة



احياناً في الحياة وسط تلك الدوامات وتلك البحور من عميق الاشكالات الحياتية نتقابل مع اناس نشعر انهم قريبين منا،خاصة عندما نعانق فكرهم،وتوارد خواطرهم،هنا لنا وقفة ليست بكبيرة لكنها قد تشغل باقي العمر لحظات تاسرنا طيلة ما تبقي من زمان لنا على هذه الارض،ولاندري اخير هذا ام شر،اريد بنا لكن كل ما يهم ان تلك الشخصيات نعتز بها وان حاولنا نسيانها لانستطيع حتى وان هم غادرونا او تناسوا وجودنا

نستشعر وجودهم بكل لحظات الحياه وكأن عيونهم تراقبنا وتري ما نفعل وما نقول ولا نستطيع غير الاستسلام لهذه المشاعر،لانملك حق امتلاكها،ولانملك يد ابعادها،ترى هل هذا عبث ام جنون ام عشق ابدى؟؟؟؟
لاادري الاجابه 
لكن مايملكه القلب من احساس صادق يتملك كل العاطفة لانستطيع ومهما جاهدنا لاخراجه هنا نصمت لعل سحابة شوق تحلق فوق مدينة قلبك فتخبرك كم انت عزيز ايها الغريب

مما سبق نستشعر ان هناك قلوب لاتعشق في الحياة سوى مرة واحدة وليس بمقدورها تغيير ذلك
مع ان كثيرين يعشقون اكثر من مرة لكن هذه هى الحياه لانملك من امر قلوبنا شئ



الاثنين، 22 سبتمبر 2014

بساط الريح





ها هو المساء اتى مع طيفك،لياخذنى على بساط الريح الي مدينتك،مدينة الحب والاحلام المتناثرة فوق البحار تاخذنى الامواج بين راحتيك في اغنية على اوتار عذبة الالحان لتعذفنا احلى نغم


نلتقي على شاطئ الامانى ليروي كل منا ما يحلم به نحاكى القمر وتبتسم لنا النجوم والبحر يمطرنا بعض فرحه وانسامه التى تنعشنا فكل نقطر مطر منه تروى حنين وازاهيج فرح

على بساط الريح ترحل روحى لسمائك،تحرسك من عيون الليل الحزين لترسم ابتسامة فرح ونغم من عزف قلبي الحزين
 

في بعدك عساكم من عوادة بعد غياب سنين غربة والم 



الخميس، 11 سبتمبر 2014

قوائد القهوة العربية






غالبا ما نستيقظ صباحا على رائحة القهوة الطازجة التي يتفق الكثيرين بانها تجعلهم اكثر نشاطا وحيوية، وتساعدهم على استقبال نهارهم بشكل افضل.لكن على الرغم من ذلك، نسمع تحذيرات كثيرة و هناك جمهور كبير من المشككين بفوائد القهوة الذين يحذرونك من انها سيئة جدا لصحتك ويجعلونك تشعر بالذنب لانك من محبيها. تحتوي القهوة على مضادات اكسدة تساعد على منع مجموعة كاملة من الامراض السيئة كما انها وسيلة ممتازة لتعزيز وظيفة الدماغ و تساعدك على متابعة اعمالك بنشاط وحيوية. وبالطبع فالقهوة مثل غيرها من الامور لها اثار سلبية على صحتك في حال اكثرت من تناولها بكميات كبيرة.  تعد القهوة وسيلة طبيعية للتخلص من السيلوليت، حيث يساعد الكافيين والمواد المضادة للاكسدة على التقليل من المسامات والسيلوليت و يجعل البشرة تبدو اكثر صفاء ونعومة، يمكنك مزج البن المطحون مع زيت الزيتون وتدليكها على المناطق المصابة بالسيلوليت حتى يساعد على زواله. تشير الدراسات الحديثة ان الذين يشربون القهوة بانتظام اكثر من كوبين، وبشكل يومي اقل عرضة لتطور مرض السكر، فالمواد الكيميائية النباتية المضادة للاكسدة في القهوة مثل حمض الكلوروجينيك قد تزيد من حساسية الخلايا للانسولين، وبالتالي فهي تنظم مستويات السكر في الدم. تقلل القهوة من خطر الاصابة بسكتة دماغية، حيث اشارت الدراسات ان الذين يشربون القهوة باعتدال لديهم معدلات اقل من السكتة الدماغية مقارنة مع الذين لا يشربون القهوة، فمضادات الاكسدة في القهوة تساعد على حماية الشرايين من الضرر والالتهاب، ولكن يجب ان تكون على علم بان الاستهلاك المفرط القهوة 5 اكواب واكثر يرفع من مخاطر الاصابة بمرض القلب. تساعد القهوة على منع الاصابة بمرض الزهايمر، حيث ان الاشخاص الذين يتناولون القهوة يوميا اقل عرضة للاصابة بامراض الزهايمر والخرف، فمضادات الاكسدة في القهوة تزيد من اثار العصبية المعينة في وظيفة الادراك، وتمنع تلف خلايا الدماغ. تعزز القهوة من مستويات الطاقة، فللكافيين تاثير منبه على الدماغ مما يزيد من حيوية الجسم والخلايا العصبية، وتحسن المزاج. كما يمكن اعتبار القهوة مشروبا للطاقة، فهي مكمل مثالي لنشاطك طيلة فترة عملك، كما انها تزيد من نشاط الاداء البدني الخاص بك ويعزز القدرة على التحمل، ويزيد من مستويات الادرينالين في الدم وتجعلك على استعداد لبذل مجهود بدني اكبر. تساعد القهوة على حرق المزيد من الدهون، حيث يعزز الكافيين عملية الايض التي تساعد على اذابة الدهون. كما ان للقهوة تاثير على حالتك النفسية، فهي تبعد عنك شبح الاكتئاب، وتجعلك اكثر تفاؤلا وسعادة. تقلل القهوة من خطر الاصابة بمرض السرطان، حيث اثبتت المزيد من الدراسات في السنوات الاخيرة ان الجرعة اليومية من القهوة تخفف من خطر الاصابة ببعض انواع السرطانات كسرطان الثدي لدى النساء، وسرطان البروستات عند الرجال. ومن اغرب ما اثبتته الدراسات الحديثة ان الاشخاص الذين يتناولون قدرا متواضعا من القهوة يوميا يعشون لفترة اطول، لما لها من اثار جانبية على وظائف المخ و القلب والجهاز التنفسي والسكتات الدماغية ومرض السكري ، والالتهابات.

الثقافة بين الزيات وأحمد أمين



من السهل اليسير أن يتحدث الكاتب عن طه حسين وزكي مبارك والمازني والعقاد في علاقاتهم الأدبية بزملائهم؛ لأن هؤلاء جميعاً لا يكتمون عن القراء ما في نفوسهم، فإذا أحبوا أعلنوا الود الخالص، وإذا خاصموا شبوا النار المحرقة دون مبالاة، ولكن الأحمدين الكبيرين: أحمد حسن الزيات، وأحمد أمين من طراز خلقي نادر، طراز يكتم المواجد، ويكظم الشجون، فلا يتحدث إلاّ بحذر شديد، وسلوكهما الشخصي يفصح عن هذا التحفظ المتحرز. 
لذلك يحتاج الكاتب بإزائهما إلى تدبر شديد في التفسير والتعليل والاستنباط، وكلاهما في صميم اتجاهه النفسي يعتقد أنه رجل دين قبل أن يكون صاحب قلم، ويرعى من أسباب المجاملة والمداراة والصفح والإغضاء ما يحمد له في دنيا تمتلئ بالمشاحنة والصيال، وقد اصطحبا معاً صديقين حميمين أكثر من عشرين عاماً، ثم نزع الشيطان بينهما فوهنت الصحبة وتكدر الأفق بغيم أسود متكاثف، ولم يكن في استطاعتهما أن يكتما ما يجدان عن القراء مع تحفظهما البالغ، فتركا صفحة خالبة من صفحات المنافسة الحذرة المتيقظة، وفي قراءة هذه الصفحة ما يمتع ويروق. 
لقد كان الرجلان زميلين في لجنة التأليف والترجمة والنشر منذ إنشائها، وقد أخرجت اللجنة للأستاذ الزيات ترجمتيه لروفائيل وآلام فرتر في طبعات متوالية؛ لأن هاتين القصتين الفريدتين لاقتا من إقبال القراء ما جعلهما امتداداً قوياً مثمراً لروائع المنفلوطي الخالدة في قصص مجدولين والفضيلة والشاعر وفي سبيل التاج والعبرات، ثم رأى الأستاذ الزيات أن يصدر مجلة (الرسالة)، أصدرها بماله وجهده وصبره. وكان من الطبيعي أن يستعين في تحرير المجلة الأدبية الراقية بزملائه الكبار من أعضاء لجنة التأليف والترجمة والنشر، وفي طليعتهم أحمد أمين ومحمد فريد أبو حديد وعبد الحميد العبادي ومحمد عوض محمد وعبدالله عنان. فأشرقت الرسالة بآثارهم الرائعة، وصادفت من إقبال القراء ما جاز مدى الظن، حيث أجمعت الأقطار العربية مشرقاً ومغرباً على الاحتفاء بها، والتلهف عليها، بحيث أصبحت جامعة عليا لذوي الفكر في العالم العربي، وقد أضاف الزيات إلى تحرير المجلة نفراً من أعيان الأدب غير أعضاء اللجنة مثل مصطفى صادق الرافعي وعبدالعزيز البشري وعبدالرحمن شكري وتوفيق الحكيم وإبراهيم عبد القادر المازني ثم العقاد فيما بعد، هذا بالإضافة إلى كوكبة من أدباء الشبان يحتلون الصف الثاني بعد هؤلاء، ولم يلبثوا أن يكونوا حلقة تالية لا تبعد كثيراً عن مستوى الأساتذة الكبار، ومن هؤلاء محمود الخفيف ومحمد سعيد العريان وعلي الطنطاوي ومحمود محمد شاكر وسيد قطب وعبدالمنعم خلاف، ومن لا نستطيع أن نحصيهم في هذا المجال، وبهؤلاء وأولئك بلغت الرسالة الذروة التي لا تطال، وأصبحت تطبع خمسة عشر ألفاً من الأعداد. وهو رقم خطير بالنسبة إلى المجلات الأدبية في أوائل الثلاثينيات، وكان الكتاب من أعضاء اللجنة يكتبون دون أجر، اعتقاداً منهم أن الأدب لا يربح، وصاحبه مجاهد فدائي، ولكن الزيات بعد ثلاثة أعوام من صدور الرسالة قد اشترى عمارة، واكترى مطبعة خاصة به، وحاز أرضاً ذات مساحة كبيرة في بلده، فمن أين أتى ذلك كله. 
وقفة جريئة: 
لقد اجتمع الأستاذ أحمد أمين بزملائه من أعضاء لجنة التأليف والترجمة والنشر، ليعلمهم أن جهده الأدبي لا بدّ أن يكون ذا محصول مادي، وأن الرسالة قد تأسست بجهودهم الدائبة، وليس الزيات غير واحد فقط. وإن شارك بمقاله الافتتاحي وإشرافه التحريري، فلذلك جزائه المحدود، وقدره المعدود، أما أن تكون الرسالة ملكاً خالصاً له، وأما أن يكون أعضاء اللجنة متبرعين فقط غير منتفعين، فهذا ما لا يرضي الصديق، ولا يقنع المحايد، ولا بدّ من وقفة جريئة يتم بها الإشراف التام على الطبع والتوزيع والعائد والمرتجع، ثم يعطى كل كاتب حقه المادي دون إجحاف. 
واجتمع الزيات بزملائه في لجنة التأليف والترجمة والنشر ليقرروا أن كُتّاب الصف الأول في مجلة الرسالة هم أصحابها جميعاً، ولن يكون الإشراف على التحرير خاصاً بالزيات وحده، بل تؤلف للتحرير لجنة تتكون من أحمد زكي وفريد أبي حديد ومحمد عوض محمد وأحمد أمين والزيات، على أن يكون للزيات مرتب معلوم بالنسبة للإشراف الإداري، ثم تخصم بعد ذلك تكاليف الطبع والتوزيع، ويقسم الربح على الأعضاء بالتساوي، وقد أظهر الزيات رضاه المبدئي، ولكنه لم ينسَ أنه هو الذي أسس المجلة، وتحمل مجازفة إصدارها غير واثق بما سيجني من ربح، كما أن أعضاء اللجنة ليسوا كل شيء في التحرير، فأدباء العالم العربي يرفدون المجلة بما يغني غناءهم دون خسران! لم ينسَ الزيات ذلك، ولكنه أعلن موافقته المبدئية، ومرت الأشهر وتطلع الأعضاء للربح المنتظر، ولكن الزيات يقدم من الحساب ما لا يصدقونه، وهو وحده أدرى بتكاليف الطبع والتوزيع، فوقف الأستاذ أحمد أمين حائراً أمام ما يرى!! ثم شاء أن ينسحب من التحرير وتابعه أكثر زملائه، فصدرت الرسالة قرابة عام ونصف دون أن تجد المساهمة المنتظرة من الزملاء، وكأنهم كانوا يعتقدون أن الفراغ سيمتد، ولن يجد الزيات وقوداً يكفي، وزاداً يشبع، فتتوقف الرسالة عن الصدور. وقد نسوا أنهم ليسوا كل الكاتبين، وأن أمثال العقاد والمازني وشكري وتوفيق الحكيم وساطع الحصري وإسعاف النشاشيبـي وإسماعيل مظهر ومحمود تيمور وبشر فارس يوالون الرسالة أسبوعياً بما يضمن لها الذيوع، كما أن كتّاب الصف الثاني قد شبّوا عن الطوق، وأصبح لأسمائهم بريق يجذب الأبصار، وكما أن شباب العالم العربي وشيوخه من كبار الأدباء يحلون الرسالة أكرم محل، ولا يخلو عدد من آثارهم الحافلة! وإذن، فالرسالة هي الرسالة، وإن احتجب عنها الغاضبون من أعضاء لجنة الترجمة والنشر والتأليف. 
كان الاختلاف صامتاً يدور بين الرفاق، دون أن يمتد إلى الصحف؛ لأن القوم كبار ذوو أصالة، ولكن آثاره العميقة لن تبارح النفوس في يسر، وقد جد من الوقائع ما نم عن الغضب المستتر، وكشف عن الغيظ الكظيم. 
خصام متبادل: 
لقد كانت السنة السادسة من سنوات الرسالة ذات دلالة صامتة على هذا الخصام المتبادل، وقد ظهر العدد الهجري الممتاز من مجلة الرسالة في تسعين صفحة حافلاً بمقالات إضافية ممتازة لنفر من كبار الكتاب مثل الأساتذة محمد مصطفى المراغي ومصطفى عبدالرازق وعباس محمود العقاد وإبراهيم عبدالقادر المازني وعبدالرحمن شكري وتوفيق الحكيم وعبدالعزيز البشري ومحمد أحمد الغمراوي والزيات دون أن يكتب أحد من المتنازعين، بل إن العدد قد ضاق عن مقالات إسلامية أخرى نُشِرت في العدد التالي لأمثال الأساتذة محمد لطفي جمعة وإسماعيل مظهر وعبد الوهاب عزام (الذي ظل على صلته الخاصة بالرسالة)، مما ينبئ صريحاً عن أن الرسالة ليست في حاجة إلى معاونة الزملاء الغاضبين من أعضاء لجنة الترجمة والتأليف، وستسير في طريقها لتكون ملكاً خاصاً لمنشئها القدير، ثم شاءت الظروف أن توجد باباً للنزاع العلني بين الأستاذ أحمد أمين والأستاذ أحمد حسن الزيات، بعيداً عن الموضوع الأصلي للنزاع؛ إذ أُلِّفت لجنة لإنهاض اللغة العربية بوزارة المعارف كان من مهمتها اختيار كتب أدبية للطلاب على مستوى المدارس الثانوية بمصر، وكان الأستاذ أحمد أمين رأسها المدبر، فاختارت مؤلفات شهيرة للعقاد وأحمد أمين ومحمد حسين هيكل وطه حسين والمازني ومحمد جاد المولى وعلي الجارم (وهما من أعضاء اللجنة) والبشري والمنفلوطي وشوقي، ولم تختر للزيات شيئاً مع أنها اختارت ثلاثة كتب لأديب واحد! وظهرت بمجلة الرسالة نقدات صريحة كتبها بعض الذين يقدرون أدب الزيات ويتساءلون عن سر إهماله، فاضطر الأستاذ أحمد أمين إلى الإجابة السريعة في عدد تالٍ حيث قال صريحاً إن للأستاذ الزيات كتابين في مستوى الطلبة هما (آلام فرتر) و(روفائيل)، وهما من خير الكتب من حيث دقة الترجمة، وجزالة الأسلوب، ونصاعة التعبير وقوة البيان، ولكن آلام فرتر موضوعه حب هائم ينتهي بانتحار فظيع، وروفائيل رسائل غرام بين شاب وامرأة متزوجة، ولم نرَ من الخير أن توضع أمثال هذه الكتب في أيدي الطلبة لناحيتها الأخلاقية لا ناحيتها البلاغية، ولو فعلنا لخالفنا ضمائرنا وهاج علينا أولياء أمور الطلاب بحق. 
أما كتاب (في أصول الأدب)، فقد منعنا من اقتراحه عدم الوحدة في موضوعه، واشتماله على مقالات فوق مستوى الطلبة، فهل يرى السائل بعد هذا البيان أن اللجنة تجنّت على الأستاذ الزيات أو غمطته حقه في الأدب، أو مست شيئاً من مكانته في عالم البيان؟ 
هذا لب ما قاله الأستاذ أحمد أمين، ولم يفت الأستاذ أحمد حسن الزيات أن يعقب عليه برد حاسم قال فيه: 
دفاع الزيات: 
إن الذي يعرف الأستاذ أحمد أمين، ويعلم أن أخص ما يميزه حياة الضمير، وسلامة المنطق يدرك ما كابده الأستاذ من الجهد في إقناع نفسه بهذا الجواب، فإن (آلام فرتر) كتاب عالمي قرأه ولا يزال يقرؤه ملايين من الفتيان والفتيات في جميع أمم الأرض، ولم نعلم أن أمة من الأمم حظرته على الطلاب لأن موضوعه حب هائم ينتهي بانتحار فظيع، وقد تُرجِم إلى العربية منذ ثمانية عشر عاماً، وأعيد طبعه سبع مرات، وقرأه كل مثقف في بلاد العروبة، ولم نسمع أن حادثة من حوادث الانتحار اليومية قد وقعت بسببه، على أن فرتر مثال العفة والإخلاص والإيثار والتضحية، فلا يمكن أن يعاب من جهته الأخلاقية، والأستاذ أحمد أمين نفسه حين ألف كتابه (الأخلاق)، قد اقتبس صفحة منه وعزاها إليه. 
أما (روفائيل) فحبه حب عذري صوفي لا نجد له مثيلاً في الكتب ولا في الطبيعة، فهل يرى الأستاذ أن الحب جريمة، وإن لم يؤد إلى معصية؟ إن كان ذلك رأيه فلمَ لم يحظر القرآن على الطلاب المسلمين لأن فيه سورة يوسف؟ والتوراة على الطلاب النصارى واليهود لأن فيها نشيد الأناشيد؟ ولا أدري كيف قال الأستاذ "ولم نرَ من الخير أن توضع أمثال هذه الكتب في أيدي الطلاب لناحيتها الأخلاقية، ولو فعلنا لخالفنا ضمائرنا، وهاج علينا أولياء أمور الطلبة"! فهل نسي أنه رئيس لجنة التأليف والترجمة والنشر، وأنه هو نفسه الذي قرر طبع هذين الكتابين على نفقتها، وأنه هو نفسه الذي طلب إلى وزارة المعارف أن تشتري منهما لمكتبات مدرستها فاشترت. 
بقي الكتاب المسكين (في أصول الأدب)، وليت شعري ما يريد الأستاذ بوحدة الموضوع التي لم يجدها فيه؟ إنما هو بحوث نشرناها مفردة، ثم جمعناها تحت وصفها العام، كما فعل العقاد في (المطالعات)، والمنفلوطي في (النظرات)، والبشري في (المختار)، ثم ما هذا المستوى الذي وضعه الأستاذ للطلاب وجعل فوقه (في أصول الأدب)، وتحته (ضحى الإسلام)؟ وهل يصعب على الطالب الذي يفهم ضحى الإسلام لأحمد أمين وابن الرومي للعقاد أن يفهم (في أصول الأدب) وأكثره مقرر على طلاب السنة التوجيهية حتى لم يجد المعلمون والطلاب في العام المنصرم مرجعاً غيره في هذا المنهج؟ الحق أن الأسئلة لا تزال تتطلب الجواب، وإن اضطهادنا في وزارة المعارف يرجع إلى أسباب غير هذه الأسباب. 
إصدار مجلة الثقافة: 
قلت: إن الأحمدين يكتمان كثيراً من الانفعالات، وفي الرد والتعقيب السابقين ما يوحي بكظم بالغ لهواتف نفسية توشك أن تنطلق لهيباً محرقاً، والدارس البصير يعلم جهد الأستاذ أحمد أمين في تكلف التبريرات المصطنعة، كما يعلم مقدرة الزيات على العصف بهذه التبريرات في أسلوب موجز يخز ولا يدمي، وقد رأى الأستاذ أحمد أمين وجماعته في لجنة التأليف والترجمة والنشر أنهم خسروا قراءهم الكثيرين بامتناعهم عن النشر في الرسالة، ولا سبيل إلى العودة إليها بعد أن فشلت تجربة المصالحة السالفة، فهل تقدر اللجنة على إصدار مجلة أدبية تنافس الرسالة؟ إن ذلك من المستطاع عملياً؛ لأن مطبعة اللجنة مستعدة وكتابها متمرسون! ولكن لكل شيء حسابه الدقيق، وامتدت المشاورات بين الأعضاء حتى انتهت إلى إصدار مجلة (الثقافة) لتزامل (الرسالة) في مهمتها الأدبية ظاهرياً، ولتقلل من سطوتها كيدياً، وقد افتتح الأستاذ أحمد أمين عددها الأول بمقال قال فيه: "لا نشعر نحو إخواننا أصحاب المجلات إلاّ شعور الفرق المختلفة في الجيش الواحد، هزيمة الفرقة هزيمة الجيش، ونصرة الفرقة نصرة الجيش، والكل يعمل، والكل يتعاون، ولجنة التأليف بحمد الله غنية بأعضائها، غنية بتخصصها، ففيها العالم من كل صنف، وفيها الأديب من كل نوع، وفيها الفنان في كل فن، حصلوا كثيراً من العلم والأدب، فرأوا من واجبهم أن يشركوا في علمهم وأدبهم أكبر عدد ممكن من مختلف الأقطار". 
أما مجلة الرسالة، فقد أشارت إلى صدور الثقافة إشارة موجزة جاء بها: "غداً يصدر العدد الأول من الثقافة، والثقافة مجلة أسبوعية تصدرها لجنة التأليف والترجمة والنشر، وتاريخ اللجنة معروف في نشر المعرفة لدى القراء والأدباء منذ ربع قرن، فلا يمكن أن يصدر عنها إلاّ كل جليل ونبيل، والرسالة ترحب بالثقافة ترحيب الشقيقة بالشقيقة؛ لأن بينهما من صلة الروح والدم والفكر والغاية ما لا يؤثر فيه اختلاف الدار، ولا تباين المظهر، وهي ترجو الله مخلصة أن يوفق الثقافة بمقدار نيتها في صدق الجهاد، وتوخي الحق وإخلاص العمل". 
ولم تخف هاتان الكلمتان - على مجاملتهما الواضحة - نوازع التهيب والحذر، فالثقافة منافسة للرسالة، وكُتّابها من كبار الأساتذة في الجامعة ووزارة المعارف، ولهم قدرة على تقويتها في المكتبات الحكومية بنفوذهم الممتد، والزيات لا يملك ما يملكون من هذا النفوذ، ولكن مجلته شقت طريقها، ووجدت بالفعل قراءها الكثيرين، لاسيما في العالم العربي الذي كان يعد الرسالة منارة العرب ومئذنة الإسلام! وقد دعمها الأستاذ الرافعي رحمه الله بمقالات ساعدت على سيرورتها في المحيط الإسلامي، وهذا ما جعل الزيات يثق في غده، كما باهى بيومه وأمسيه، على أنه عبر عن شعوره الأليم لصدور الثقافة تعبيراً قوياً في افتتاحية العدد (342) من السنة الثامنة من مجلة الرسالة، حين قال: "رباه ما هذا الذي أرى! أهذا الصديق البر الذي خالصته الود، وساهمته الوفاء، وعاشرته نصف العمر، ثم لا ألقاه إلاّ صافحني بالكف الناعمة، ومازحني باللسان المعسول، ما باله قد تساقطت عنه لفائفه الوردية وحالت عليه أصباغه العبقرية، فبدا أمامي عارياً ضارياً كالأسد الجائع تتقد عيناه بالشر، ويتحلب شدقاه بالشره، وتمتد يداه الباطشتان إلى قُوتي الذي لا مساك للنفس إلاّ به، وفي شريعة الوحش لا تتصافح الكفان ما دامت بينهما فريسة، ولكن الإنسان وحده هو الذي يستطيع أن يسلم بيد، وأن يلطم بيد". 
ثم عنّ للأستاذ الزيات أن يباغت الأستاذ أحمد أمين بسلسلة من المقالات النارية تجاوزت العشرين تحت عنوان (جناية أحمد أمين على الأدب العربي) كتبها الدكتور زكي مبارك في نقد مقالات خمس كتبها الأستاذ أحمد أمين بمجلة الثقافة تحت عنوان (جناية الأدب الجاهلي على الأدب العربي)، وقد اشتط الدكتور مبارك في تجريح الأستاذ أحمد أمين؛ إذ تجاوز حديث الأدب إلى شؤون لا تتصل به، فجعل يشكك في أخلاق الرجل الكبير، ويرميه بما يعرف القراء بعده عنه: من الشره المادي، والسرقة الأدبية، والانقياد المغرض للنوازع والأهواء، ولو أنصف الدكتور مبارك لأوجز النقد في خمس مقالات، كما فعل ناقد محايد هو الدكتور عبدالوهاب عزام، ولكن ارتياح الزيات إلى هجوم مبارك جعله يمتد بالنقد إلى أمور ما كان أحراه بالابتعاد عنها، وقد عرف الأستاذ أحمد أمين ما وراء حملة مبارك، فكتب في الثقافة يقول: "إن مقالات عدة وردت إليه من مختلف الأقطار العربية، بعضها في مناقشة الفكرة تأييداً ورداً، وبعضها في سب ناشر مقالات الرسالة والتعريض بصاحب المجلة وتحليل الأسباب الداعية لذلك"، وبادر الزيات برد هذا الاتهام، فعقب على كلام الأستاذ أحمد أمين بما فحواه: "أن الرسالة قد فسحت صدرها من قبل لنقد عاصف قام به الأستاذ سيد قطب مهاجماً الأستاذ الرافعي، ولم يقل قائل إن نقد الرافعي يشف عن انتقام، وينبئ عن خصومة، وأن الأستاذ أحمد أمين له قلم ومجلة وأنصار، وهو صاحب رأي جديد في الأدب الجاهلي لم ينشره إلاّ بعد أن وطن نفسه على مكروهه، وناقده أستاذ معروف له استقلاله في الرأي، وأسلوبه في النقد، ومكانته في الصحافة، فلا يمكن أن يوجه إلى خطة، وأن يحمل على رأي". 
أما الدكتور مبارك فقد قال بصدد هذا القول: "إن الأستاذ أحمد أمين يروّح عن نفسه بهذا الادعاء الطريف، ليوهم القراء أن أدباء العرب في مختلف الأقطار قد توجعوا له أشد التوجع، وتعرضوا لخصمه بالشتم والسباب، كأن أدباء العرب لم يبقَ لهم مأرب يحرصون عليه غير حماية أحمد أمين من كلمة الحق". 
والحق أن الدكتور زكي مبارك في نقده قد أسرف دون داعٍ، وأكثر ما اتجه إليه الأستاذ أحمد أمين قوي في بابه، صحيح في اتجاهه، وغير الكثير لا يتحمل اثنتين وعشرين مقالة ذات أمد فسيح، وقد خرجت من موضوع إلى موضوع، وانتقلت من باب إلى باب! 
وقد عرف القراء حقيقة انتقام الرسالة؛ إذ بدا واضحاً بأجلى معانيه، بل إن الرسالة نفسها نشرت تعقيباً لأديب سوداني قال فيه: "إني على فرط إعجابي بالدكتور زكي مبارك وتقديري لآثاره الأدبية، لم أرضَ عن هذا النقد الذي يتناول الشخصيات دون الآثار، ويدافع عن الأدب عن طريق الجناية على الأدباء... ولعمر الحق إن هذه الطريقة التي سلكها الدكتور زكي ملتوية شائكة، بل هي ضرب من الجناية على الأدب ما كان أجدره بأن يتحاشاه". 
كما فسح الأستاذ الزيات صدر الرسالة لنشر حديث منقول عن مجلة المكشوف البيروتية عزته إلى أديب مصري يصطاف في لبنان، قال فيه بعد مقدمة طويلة: 
خصام مستتر وظاهر: 
"إن أسباب المعركة القائمة الآن بين الرسالة والثقافة ليست ناتجة عن الأخطاء التي ارتكبها أحمد أمين في بحثه عن جناية الأدب الجاهلي على الأدب العربي، بل يرجح عندي أن هذه الأخطاء كانت فرصة اغتنمها الدكتور لشن الغارة على أحمد أمين، أما الأسباب الحقيقية فترجع إلى المناوشات التي قامت في وقت ما بين أيدي التلاميذ.. واستمر هذا لخصام بين الزيات وأحمد أمين تارة مستتراً، وتارة ظاهراً، حتى ظهرت الثقافة وكان هدفها الأول محاربة الرسالة.. وقراء الأدب في مصر محدودون، فكان بديهياً أن يتحول قسم كبير منهم من الرسالة إلى الثقافة، وأن تحس الرسالة أنها لم تبقَ وحدها في الميدان، فاشتد النزاع واشتد ".. 
وقد انتهت معركة الأدب الجاهلي لتستمر مناوشات الدكتور مبارك في فترات متباعدة غير منقطعة عن مهاجمة الأستاذ أحمد أمين ومجلة (الثقافة)، ومضت قافلة الأيام لتضعف المجلتين معاً لأسباب قاسية لا دخل للقائمين عليهما في حدوثها، وهذا ما عبر عنه الزيات حين قال بمناسبة صدور العدد الألف من مجلة الرسالة: 
"ثم سعى الشيطان بين الإخوة فتصدع الشمل، وتفرق الهوى، وتمزقت الوحدة، فانشق على الرسالة كتاب، واشتق منها صحف، كما انشق على الوفد أقطاب، واشتق منه شعب، فضعف الأصل، ولم يقوَ الفرع، واعتل المصدر، ولم يصح المشتق، وخسر الفرد، ولم يربح الجمع". 
إن مجلتي الرسالة والثقافة أسديتا للأدب العربي، والفكر القومي، والرابطة الإسلامية ما جعل أثرهما خالداً باقياً رغم انقضاء الأمد الطويل على احتجابهما، ولن يؤرخ الأدب العربي المعاصر تأريخاً دقيقاً دون أن يشبع الحديث في تحليل ما حملتا من أدب، وحددتا من اتجاه.
المصدر : مجلة الهلال 4/ 1995ڤ
منقول